
هالَني، وأحزنَني، ما وجدتُه في بعضِ تعليقات قرَّاءِ هذه الصفحة على ما طرحتُه فيها من أنَّ اللهَ تعالى قد لعنَ إبليسَ لعنةً مأجولةً بأجَلٍ منتهاهُ يومُ القيامة! فالمُخيفُ المُفزِعُ، والمحزن المؤلمُ في آن، هو ما أصبحت عليه علاقتُنا بقرآنِ اللهِ العظيم إعراضاً عنه وهجراً له وتدبراً لآياتِه الكريمة بغيرِ لسانِه العربي المبين! وإلا فكيف جازَ على هذا البعضِ أنَّ “التأجيل” وفقاً للسانِ القرآنِ العربي المبين هو غير “التأجيل” كما تواضعنا عليه وفقاً للسانِنا العربي المعاصر! فالتأجيلُ هو “الإرجاء”، وذلك وفقاً للسانِنا العربي المعاصر هذا. أما “التأجيلُ” وفقَ ما جاءنا به لسانُ القرآن العربي المبين، فهو ما جعلَه اللهُ تعالى “مأجولاً”، محددَ المدةِ من الزمان، بأجَلٍ لا يتخلَّفُ عنه ولا يتعدَّاه. وهذا المعنى لا علاقةَ له بالإرجاء. ويتبيَّنُ لنا ذلك جلياً بتدبُّرِنا الآياتِ الكريمة التالية: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ) (34 الأعراف)، (وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ) (104 هود)، (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) (من 231 البقرة)، (وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ) (من 235 البقرة).