
خلقَ اللهُ تعالى مادةَ السماواتِ والأرض خَلقاً حدَّدَ مدى انتشارِه في الوجود فجعلَه لا يتجاوزُ حدوداً سمَّاها قرآنُه العظيم “أقطارَ السماواتِ والأرض” (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) (33 الرحمن).
وهذا التحديدُ الإلهي لمدى انتشارِ مادةِ السماواتِ والأرض يتعارضُ مع ما يقولُ به علمُ الفلَك المعاصر الذي تزعمُ نظرياتُه، التي يُعارضُ بعضُها البعض، أنَّ الكونَ غيرُ محدودٍ وهو يمتدُّ إلى ما لا نهاية. والقولُ هنا هو قولُ قرآنِ اللهِ العظيم، وما ذلك إلا لأنَّ العلمَ لا قولَ له فيما يتجاوزُ الحدودَ المعرفيةَ التي فرضَها عليه وأوجبَها عجزُه عن التعامُلِ مع ما يتجاوزُ معطياتِ الحِسِّ والتجربة. فاللهُ تعالى هو الذي خلقَ الكونَ خَلقاً ما كان لمادتِه أن تمتدَّ بمقتضاهُ إلى ما لا نهاية حتى يكونَ لِما يقولُ به علمُ الفلَك المعاصر نصيبٌ من الصحةِ والصواب!
ولأنَّ اللهَ تعالى هو مَن خلقَ مادةَ الكونِ، فجعلَها محدودةَ الانتشارِ مُحدَّدةً بأقطارِ السماواتِ والأرض فلا قدرةَ لمخلوقٍ بالتالي على أن يتجاوزَها، فإن الإجابة على سؤال “ما الذي يوجدُ خارجَ الكون؟” تقتضي منا أن نقولَ بأن: لا موجودَ خارجَ الكونِ إلا الله.