
ما هي “الآياتُ” التي تبدَّى لمَن كان بيدِهم ظاهرُ الأمر، من بعدِ ما رأوها،ِ أن يسجنوا سيدَنا يوسف حتى حين؟ (ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ) (35 يوسُف).
يتكفَّلُ بالإجابةِ على هذا السؤال أن نستذكرَ ما جاءتنا به سورةُ يوسف في الآية الكريمة 31 منها: (فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ). فالقومُ، ومن بعدِ ما رأوا ما حدثَ لصاحبات امرأةِ العزيز ما أن أطلَّ عليهن سيدُنا يوسف، تبيَّنَ لهم ما كان بمقدورِ “الهالةِ” التي ألقاها اللهُ تعالى عليه أن تجعلَ مَن ينظرُ إليه من النساء لا تملكُ غير أن يكونَ حالُها معه هو عينُ حالِ صاحباتِ امرأةِ العزيز معه!
ولذلك، وحرصاً من جانبِ القومِ لئلا يحدثَ لنسائهم ما حدثَ لصاحباتِ امرأةِ العزيز، فلقد كان القرارُ المناسبُ حينها هو إبعادُ سيدِنا يوسف واحتجازُه في السجنِ بعيداً عن أنظارِ نسائهم حتى حين!