الداروينية المؤمنة بالله (4): أصلٌ آخر من أصول الظاهرة الإنسانية

لنعُد مرةً أخرى إلى الظاهرة الإنسانية في تخلُّقها من “أصول عديدة” لم يقع العلم النظري المعاصر الا على أصل واحد منها فحسب وذلك عندما اَرجع النشأة الإنسانية إلى مجرد ماضٍ حيواني ليس إلا! فماذا قال، بعدُ، القرآنُ العظيم غير “الإنشاء خلْقاً آخر” تشديداً على هذه “الأصول الخَلْقية المتعددة”؟ لنتدبّر الآيات الكريمة التالية:
{وَقُـلْنا يا آدمُ اسْكُنْ اَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئتُما وَلا تَقْرَبا هذهِ اٌلشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ اٌلظَّالِمِينَ. فَاَزَلَّهُما اٌلشَّيْطانُ عَنها فَاَخرَجَهُما مِمّا كانا فِيهِ وَقُـلْنا اهْبِطُوا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ وَلَكُم فِي الأرْضِ مُستَقَرٌ وَمَتاعٌ إلى حِينٍ} (البقرة: 35-36)
يتبيّن لنا بتدبّرنا ما ورد في هذه الآيات الكريمة أن “الأكل من الشجرة” قد عادَ على الإنسان بما حتَّم عليه وجوب المعاناة من آثار كارثية نجمت جرّاء أكله منها. إذاً فالأكل من الشجرة “أصلٌ آخر” شاركَ في صياغة الظاهرة الإنسانية بصيغتها التي نعرفها مُلازَمةً من قِبل مشكلة يعاني منها الإنسان وجوباً مادام إنساناً! وهذا “الأصل الآخر” هو السبب الوحيد في نشوء هذه المشكلة وتفاقمها جنوناً وخبالاتٍ لم يتسنَّ لغير هذا الإنسان ان يعاني منها شديد العناء هذا: {قالَ اهْبِطوا بَعَضُكُمْ لِبَعضٍ عَدوٌ وَلَكُمْ فِي الأرضِ مُسْتَقَرٌ وَمَتاعٌ إلى حينٍ}.

أضف تعليق