
يُجادِلُ كثيرٌ منا في حقائقِ القرآنِ العظيم ظُلماً وجهالة! وما ذلك من الإنسانِ بالمستغربِ على الإطلاق. أليس الإنسانُ هو مَن قالَ فيه قرآنُ اللهِ العظيم: (إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) (من ٧٢ الأحزاب). فإذا كان القرآنُ العظيم قد حسمَ الأمرَ في مسألةِ العلاقةِ بين آدم وحواء بقوله عنهما إنهما كانا زوجين (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) (من ٣٥ البقرة)، (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ) (١١٧ طه)، فلماذا يُصِرُّ البعضُ إذاً على أنَّ آدمَ وزوجَه لم يصبحا زوجَين، بكل ما تعنيه الكلمة، إلا من بعدِ أكلِهِما من الشجرةِ التي نهاهُما اللهُ عنها، وذلك عندما سرَت نوازِعُ الشهوِة في عروقِهما وأَوصالِهما؟!
فمتى سندركُ أنَّ الأمرَ لم يكن يوماً لنا حتى يكونَ اليومَ لنا فنقولَ في حقائقِ القرآنِ ما يتعارضُ معها لا لشيءٍ إلا لأنَّ في ذلك ما يجعلُها “معقولةً”، “مقبولةً”، “مستساغةً” من قِبَلِ عقولِنا التي حكَّمناها، ظُلماً وعدواناً، في قرآنِ الله وأبَينا أن نُحكِّمه فيها؟!