
ما كان اللهُ لِيَذرَ عبادَه الذين خَلوا من قبلنا نَهباً لكلِّ أفاكٍ كذابٍ مُدَّعٍ أشِر يفتري على اللهِ كذِباً فيقولُ إنَّه مُرسَلٌ من عنده تعالى.
ولذلك فلقد عهِدَ اللهُ تعالى إلى عبادِهِ بألا يؤمنوا من فَورهم لكلِّ مَن يدَّعي أنه مُرسَلٌ من عنده، فجعلَ آيةَ نبوةِ ورسالةِ النبي المُرسَلِ من عندِه ناراً تنزِلُ من السماءِ تلتهمُ القربانَ الذي أمرَهم بأن يتقرَّبوا به إليه وذلك بأن يجريَ تقديمُ القربانِ وتقريبُه في موضعٍ محدَّدٍ من الأرضِ يُسمى “المذبح”، فإن نزلت النارُ من السماءِ فأتت على القربان كان في ذلك آيةٌ على نبوَّتِهِ ورسالتِه.
وقصةُ القربانِ في بَني آدم قديمةٌ قِدَمَ قصةِ ابنَي آدم “إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ”. فكان أن نزلت النارُ من السماء فأكلت قربانَ الإبنِ الصالح وأحجمت عن أكلِ قربانِ الإبنِ الطالح (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) (٢٧ المائدة).