
يظنُّ كثيرٌ منا أنَّ العداوةَ بين الإنسانِ والشيطان متبادَلةٌ، بينما يُشدِّدُ القرآنُ العظيم على أنَّها من طرفٍ واحد هو الشيطان!
والعِلةُ من وراءِ القول بأن العداوةَ بين الإنسانِ والشيطانِ متبادَلةٌ هي مقاربةٌ غيرُ موفَّقة لقولِ اللهِ تعالى (قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) (من ١٢٣ طه).
ويُقيمُ القائلونَ بأن العداوةَ بين الإنسانِ والشيطانِ متبادَلةٌ الحجةَ على أنفسهم بأنهم ما فقهوا من القرآنِ العظيمِ شيئاً، ذا صِلةٍ بما حدثَ لآدمَ وزوجِه في الجنة، بهذا الإصرارِ من جانبِهم على قولِهم هذا! فلو أنهم تدبَّروا الآياتِ الكريمةَ التي فصَّلت ما جرى لأبوَينا آدمَ وزوجِه في الجنة، لتبيَّنَ لهم أنَّ العداوةَ التي قصدَ إليها اللهُ تعالى بقولِهِ “قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ” إنما هي بين بَني آدمَ، وبما يجعلُ بعضَهم لبعضٍ عدواً.
فاللهُ تعالى كشفَ لنا النقابَ في قرآنِهِ العظيم عن حقيقةٍ مفادها أنَّ الشيطانَ لبَني آدمَ عدوٌّ، كما وأمرَنا بأن نتَّخِذَهُ عدواً. فإذا كانت العداوةُ بين الإنسانِ والشيطانِ متبادَلةً حقاً، فلماذا أمَرَنا اللهُ تعالى إذاً بأن نُعاديَ الشيطانَ فنتَّخِذَهُ عدواً؟!