
خلقَ اللهُ تعالى الجِنَّ والإنسَ ليعبدوه وحدَهُ لا شريكَ له (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (٥٦ الذاريات).
ونقرأُ في سورةِ الجن ما قالَهُ نفرٌ من الجِن بشأنِ ما هُم عليهِ تبايُناً وتمايُزاً في الطرائقِ (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا) (١١ الجن)، (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا. وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا. وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا) (١٤- ١٦ الجن).
ولذلك فلا حُجةَ لأولئك الذين يقولون بأفضليةِ الإنسِ على الجن، خاصةً إذا ما تذكرنا ما جاءتنا به سورةُ الحُجُرات من أنَّ أكرمَنا عند اللهِ أتقانا (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (من ١٣ الحجرات).
فلا تفاضلَ إذاً بين إنسيٍّ وجِنِّي إلا بالتقوى. وكلُّ ما عدا ذلك خروجٌ سافِرٌ على صريحِ نَصِّ قرآنِ اللهِ العظيم، والعياذُ بالله.