
يتكفَّلُ بالإجابةِ على هذا السؤال أن نُجيبَ على السؤال التالي: “متى أمرَنا اللهُ تعالى بعبادتِه؟”.
فاللهُ تعالى لم يُكلِّف آدمَ وزوجَه بعبادتِه إلا من بعد أن أكلا من الشجرةِ التي كان قد نهاهما عنها. ولقد انسحبَ هذا التكليفُ الإلهي على بَني آدمَ فطالَهم كلَّهم جميعاً. ويتبيَّنُ لنا ذلك واضحاً جَلياً بتدبُّرِنا ما جاءتنا به سورةُ البقرة في الآيتين الكريمتين ٣٨- ٣٩ منها (قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
فاللهُ تعالى لم يأمر آدمَ وزوجَه بعبادتِه يومَ أسكنهما الجنة (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) (١٩ الأعراف).
ويحقُّ للمرءِ أن يتساءلَ عن العلةِ من وراءِ هذا الذي حدثَ جراءَ أكلِ أبوَينا آدمَ وزوجِه من تلك الشجرةِ فتعيَّنَ على ذريتِهما أن تعبدَ اللهَ تعالى مهتديةً بِهَديه، وإلا فهو الشقاءُ في الحياةِ الدنيا وفي الآخرة!