
لماذا كان سيدُنا موسى “هو الأعلى” في تلك المباراة التي جرت بينه وبين سحرةِ فرعونَ الطاغية؟
صحيحٌ أن سيدَنا موسى كان قد داخَلَهُ خوفٌ شديد ورهبةٌ كبيرة وهو ينظرُ إلى حبالِ السحرةِ وعِصِيهم وقد استحالت ثعابينَ وأفاعٍ: (فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) (من 116 الأعراف)، إلا أن الله تعالى أوحى إلى عبدِه موسى ما طمأنَ القلبَ منه وذلك بأن قال له: (لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ) (من 68 طه).
فما كان من سيدنا موسى إلا أن تذكر ما سَبَقَ وأن سمِعه من الله تعالى وهو يُعِدُّهُ لتلك “المواجهةِ القدرية” التي قُدِّرَ له عليه السلام أن يخوضها مع فرعونَ الطاغية وسحرتِه:
1- (قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ) (35 القصص).
2- (قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَىٰ. قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ) (45-46 طه).
3- (قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ) (15 الشعراء).
فكيف لا يكون سيدُنا موسى إذاً “هو الأعلى” و”الله معه يسمعُ ويرى”؟.