
يُصر أولئك الذين يُعظِّمون من شأن الإنسان بغير الحق على المضي قدماً في نهجِهم المجافي لما جاءنا به القرآن بهذا الشأن، فيأخذون ببعض القرآن ويُعرِضون عن بعض، وذلك طالما كان في هذا ما يُثبت وجهةَ نظرهم بشأن ما يقولون به من عظمةٍ أُختُصَّ بها الإنسانُ كما يزعمون!
فالقومُ يحتجون بقولِ الله تعالى الواردِ في الآية الكريمة 75 من سورة ص: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) وذلك للتدليلِ على أن الإنسانَ أعظمُ المخلوقات لأن اللهَ تعالى خلقه بيديه. ولو أن القومَ كانوا منصفينَ في تعاملهم مع قرآن الله العظيم، أما كان حرياً بهم أن يستذكروا ما جاءتنا به سورة يس في الآية الكريمة 71 منها: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ).
فالبشرُ والانعامُ سواءٌ وذلك على قدر تعلق الأمر بكونهم مخلوقاتٍ خلقها الله تعالى كلَّها جميعاً بيدَيه!