
يزعم العلمُ بأنَّ “الطبيعةَ تُخطئُ” وأنها “تتعلم من أخطائها”! وزعمُ العلمِ هذا يؤسسُ له ذاك الذي تقوم عليه نظرية داروين التي تفتق عنها عقلُه وهو يحاولُ جاهداً أن يقدم لنا مقاربةً ل “ظاهرةِ التطور” في عالَم الطبيعة! فالتطورُ، كما علل له داروين، يقوم على إِقرارٍ بأن الطبيعةَ لا خيارَ لديها غيرَ أن تعتمدَ “الوقوعَ في الخطأ ” و “إصلاحَ هذا الخطأ ” نهجاً لها لا تحيدُ عنه مطلقاً! فكلُ ما في عالم الطبيعة من نباتٍ وحيوانٍ وإنسان هو نِتاجُ سلسلةٍ طويلةٍ من ” الأخطاء” و”إصلاح هذه الأخطاء”، وذلك كما ظنَّ داروين وتوهَّم!
وهذا الذي ذهب اليه داروين، واعتمده العلمُ حقيقةً لا يرقى إليها شكٌ، يخالف ما جاءنا به قرآنُ الله العظيم الذي يُخبرنا بما مفاده: أن الطبيعةَ لا تتعلمُ من أخطائها وذلك لأنها لا تخطيء! فأنى للطبيعةِ أن تخطيءَ، والله هو خالقُها وهاديها؟! : (قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ. قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ) (49 – 50 طه).
فالطبيعةُ “لا تخطيءُ” حتى “تتعلمَ من أخطائها”! فالطبيعةُ تأتمرُ بأمر الله وهي لا تعصي له أمراً ولا تفعلُ ما تفعلُ عن أمرها حتى يكونَ لها “أن تخطيءَ” وحتى يكون لها “أن تتعلمَ من أخطائِها”!
يتبين لنا إذاً وبتدبر ما تقدم أن النظريةَ التي خرج بها علينا داروين في محاولةٍ فاشلةٍ من جانبه للتعليل ل “ظاهرة التطور” لا تتفق على الإطلاق مع ما جاءنا به قرآنُ الله العظيم وأن أولئك الذين يريدون أن يوفِّقوا بين هذه النظرية وبين ما جاءنا به القرآنُ العظيم قد ضلوا سواء السبيل!