هل خلقَ اللهُ تعالى السمواتِ السبع يوم خلق السمواتِ والأرض؟

يظن كثيرٌ منا أن لا فرق هنالك على الإطلاق بين “السموات السبع” و”السموات والأرض”! وهذا إن دلَ على شيءٍ فإنما يدلُ على قلةِ درايةٍ وقليل معرفةٍ بقرآن الله العظيم الذي لو أننا تدبرنا آياتِه الكريمة كما أمرنا الله تعالى لتبين لنا أن “المطابقةَ” بين “السموات السبع” و”السموات والأرض” هي أمرٌ لا يقول به قارئٌ للقرآن العظيم متدبرٌ لآياته! فالله تعالى يُخبرنا في قرآنه العظيم بأنه خلق “السموات السبع” بعد فراغه من خلق “السموات والأرض” وذلك بعد مدةٍ من الزمانِ لا يعلمها حقَّ العلم إلا هو. وهذا هو ما بإمكاننا أن نتبينه بتدبرِ ما جاءتنا به سورة البقرة في آيتها الكريمة 29 بهذا الشأن: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).  فالأرض إذاً كانت “مخلوقةً” قبل أن يعمد الله تعالى إليها فيخلق فيها نباتَها وحيوانَها. وكذلك السماءُ كانت هي الأخرى “مخلوقةً” قبل أن يستويَ إليها اللهُ تعالى فيجعلَ فيها سبع سموات.
وهذا هو عين ما بوسعنا أن نتبينه بتدبر ما جاءتنا به سورة فصلت: (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ،  وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ. ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ. فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ) (9 – من 12 فصلت).
فاللهُ تعالى كان قد خلق السموات والأرضَ في ستة أيامٍ وذلك قبل أن يشرعَ بخلق “السموات السبع” خلقاً بالإمكان تحديدُ مدَّتهِ بأنها ستةُ أيامٍ أُخَر هي غيرُ تلك الأيامِ الست التي اقتضاها خلق السموات والأرض. و”السموات السبع” هي سمواتُ أرضينَ سبع أخبرنا القرآن العظيم بشأنهن وذلك فيما جاءتنا به سورة الطلاق في آيتها الكريمة 12 (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ). وأرضُنا هذه هي واحدةٌ من هذه الأرضين السبع وسماؤها الدنيا هي واحدةٌ من هذه “السموات السبع”، ولذلك فإنه ليس من المنطقي أن نقول بأن “السموات السبع” هي ذاتها “السمواتُ والأرض” كما يزعم البعض!
يتبين لنا إذاً، وبتدبر ما تقدم، أن القرآن العظيم يتحدث عن “خلقٍ إبتدائي” خُلقت بمقتضاه السمواتُ والأرضُ في ستة أيام خلقاً لمادة الكون الذي هو في حقيقته هذه السمواتُ والأرض، وأن اللهَ تعالى خلق حياةً، نباتيةً وحيوانيةً، وذلك يوم خلق “السموات السبع” وأرضينها السبع.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s