بماذا تتمايزُ أرضون السمواتِ السبع عن غيرِها من أرضين السموات؟

تنتشرُ في ربوعِ وأرجاءِ هذا الوجودِ مئات آلاف الملايين من أجرامٍ سماوية تدورُ من حولِ نجومٍ لا يعلمُ إلا اللهُ تعالى كم هو عددها على وجهِ الدقةِ والتحديد. وهذه حقيقةٌ من حقائقِ العلمِ المعاصر لا نملكُ حيالَها إلا أن نُقِرَّ بها. ونحن إذا ما تدبَّرنا القرآنَ العظيم فلن يكونَ بالعسيرِ علينا أن نتبيَّنَ أنَّه لم يذكر إلا سبعاً من هذه الأجرام السماوية سماها “الأرضين السبع” (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) (من 12 الطلاق). فلماذا اختصَّ اللهُ تعالى هذه “الأرضين السبع” بالذكر دون أن يذكر غيرها من آلاف الملايين من أرضين السموات؟
يُعينُ على الإجابةِ على هذا السؤال أن نستذكرَ ما جاءتنا به سورةُ البقرة في الآية الكريمة 29 منها (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم). فهذه الآيةُ الكريمة تُخبرُنا بأنَّ أرضَنا هذه هي واحدةٌ من أرضينَ سبع اختصَّها اللهُ تعالى بأن خلقَ فيها ما جعلَ منها تتمايزُ عن غيرِها من أرضين بثَّها في عمومِ أرجاءِ الوجود. وهذا الذي خلقه اللهُ تعالى في أرضِنا هذه، وفي باقي الأرضين السبع، هو الحياة نباتيةً كانت أم حيوانية. وهذه الحياةُ لا انتشارَ لها في هذا الوجود، وذلك كما بوسعِنا أن نستنبطَه من هذه الآية الكريمة، إلا في هذه الأرضين السبع؛ الأمرُ الذي يجعلُ هذه الأرضين تتمايزُ عن غيرِها من مئات آلاف الملايين من أرضين السموات.

أضف تعليق