
يظنُّ أولئك الذين يقولون بأنَّ اللهَ تعالى خلقَ الأشياء من العدم أنَّهم بهذا القولِ منهم إنما يُنافحون عن دينِ اللهِ تعالى! ولو أنَّ هؤلاء تدبَّروا القرآنَ العظيم لتبيَّن لهم أنَّهم يقولون بما لا يقولُ به هذا القرآن!
لنتدبر الآية الكريمة (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ) (من 35 الطور). فالقرآنُ العظيم لا يقولُ إذاً بما يقول به هؤلاء! فالإنسانُ لم يُخلق “من غير شيء”، أو “من لاشيء”، حتى يقولَ هؤلاء بالخلق من عدم! ولو أنَّنا تدبَّرنا ما جاءنا به القرآنُ العظيم من حقائق ذاتِ صلةٍ بـ “خلق الإنسان” لتبيَّن لنا أن الأمر هو خلافُ ما يقول به هؤلاء. لنتدبر الآيات الكريمة التالية: (خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ) (14 الرحمن)، (خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ) (من 4 النحل)، (وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ) (من 7 السجدة)، (خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ) (2 العلق)، (أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ) (20 المرسلات)، (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ) (من 20 الروم).
يتبيّنُ لنا، وبتدبُّرِ هذه الآيات الكريمة، أنَّ اللهَ تعالى لم يذكر في قرآنِه العظيم أنَّه خلق الإنسان “من غير شيء”، أو “من لاشيء”، أو “من العدم”! فمتى سيرعوي أولئك الذين يُصِرون على أن يُقحموا عقولَهم في أمورٍ لم تُخلَق للتعامل معها؟! فالقولُ الحق هو ما يقولُ به اللهُ الحقُّ المبين.