
يُبرهنُ كثيرٌ منا على جهالتِهم بالقرآنِ العظيم بهذا الذي هم عليه من إصرارٍ على أن ينظروا إلى الدنيا فيرونها لا كما أمرنا اللهُ أن نراها، ولكن كما تأمرُهم أنفسُهم بأن يروها! وإلا فكيف تجرَّأَنا على أن نقصرَ الإيمانَ فنجعلَه مُحدَّداً بـ “الإيمان بالله” وننسى أنَّ القرآنَ العظيمَ فصَّل الإيمانَ وبيَّنه بأنَّه “إيمانٌ بالله واليوم الآخر”؟! فهل نسينا عشراتِ المواطن التي أبانَ فيها القرآنُ العظيمُ عن هذا “التلازم الضرورة” بين “الإيمان بالله” و”الإيمان باليوم الآخر”، حتى نقولَ بأنَّ “الإيمان بالله” لا يلزمُ عنه وجوبُ أن يؤمنَ العبدُ بالآخرة؟!
يتبيَّنُ لنا مدى فداحة هذا الظن جلياً بتذكُّرنا ما نُلِحُّ عليه في حواراتِنا مع أولئك الذين يُجاهرون بقولِهم إنهم لا يؤمنون بالله. أفلسنا نقصرُ مطالبتَنا لهم على أن يتراجعوا عن قولِهم هذا فيقولوا بأنهم آمنوا بالله، وننسى بأن هذا هو ليس كل ما هو مطلوبٌ منهم؟! فالإيمانُ بالآخرة شرطٌ لا اكتمالَ لإيمانِ العبدِ إلا به.
ويكفينا في هذا السياق أن نستذكرَ ما جاءتنا به سورةُ الإسراء في آيتِها الكريمة 10 (وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا). ولذلك ففي حواراتك القادمة مع مَن يُجاهر بالإلحاد لا تنسَ أن تضعَ “الإيمانَ بالآخرة” على طاولةِ الحوار أيضاً!