
في منشورٍ سابق عنوانه “شجرةُ موسى ونخلةُ إبنِ مريمَ عيسى وسِدرةُ المصطفى سلامُ اللهِ عليهم جميعاً وعلى عبادِه الذين اصطفى”، تحدثتُ عن أن هنالك معنىً مستتراً من وراءِ “الظهور القدَري” المتكرر للشجرة في حياةِ أنبياءِ اللهِ المرسَلين. وفي هذا المنشور سوف أتطرقُ، على عُجالة، إلى معنى هذا الظهور.
فالقرآنُ العظيم يُشدِّدُ على أنَّ الشجرةَ التي أكلَ منها أبوانا آدمُ وزوجُه هي العلةُ من وراءِ اضطرارِهما إلى الخروجِ من الجنة التي كان اللهُ قد أسكنهما إياها؛ هذا الخروج الذي سبقه مباشرةً تكليفُ اللهِ تعالى لسيدِنا آدم بأن يحملَ أولى رسالاتِه تعالى إلى البشرية. فالإنسانُ، ومن بعدِ أكلِ أبوَيه من تلك الشجرة، أصبح مُخيَّراً إما أن يعبدَ اللهَ أو أن يُعرضَ عن عبادته (يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون. وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (35- 36 الأعراف)، (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(38)وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (من 38- 39 البقرة).