“علمُ الظاهر” و”علمُ الباطن” في القرآن العظيم

خُلِقَ الإنسانُ ضعيفاً مُحدَّدَ القدراتِ محدودَ الحواس. ولقد نجمَ عن خِلقةِ الإنسانِ هذه ما جعلَه عاجزاً عن أن يتوغَّلَ في مجاهلِ ما غُيِّبَ عنه فلا قدرةَ له والحالُ هذه على أن يعلمَ إلا ما يُسِّرَ له أن يعلمَه من مفرداتِ هذا الوجود. ولكنَّ الإنسانَ يأبى أن يُصدِّقَ أنَّ عقلَه غيرُ قادرٍ على أن يسبرَ “أغوارَ الغيوب”! ولقد نجمَ عن هذا الإصرارِ أن أصبحَ الإنسانُ مُعتداً بعقلِهِ، وإلى الحدِّ الذي جعلَهُ “يبتدِعُ” مفرداتٍ أضفاها على الوجودِ ظناً منه وتوهماً أنَّها من مفرداتِ الوجودِ الأصيلة!
ولقد كان يكفي الإنسانَ أن يتدبَّرَ ما جاءَه به القرآنُ العظيم حتى يستقينَ ألا سبيلَ هناك على الإطلاق لسبرِ “ظاهرِ الحياةِ الدنيا”، توغلاً في باطنِها، إلا إذا ما مَنَّ اللهُ تعالى عليه بما يُمكِّنُه من ذلك. وهذا لا يتأتى للإنسانِ إلا بأن يُعلِّمَه الله. وهذا التعليمُ الإلهي قَصرٌ على قلةٍ قليلة من بَني الإنسان اصطفاهم اللهُ فآتاهم علماً وحكمةً تأتَّى لهم بمقتضاهما أن يعلموا من “باطنِ الحياةِ الدنيا” ما تيسَّرَ لهم منه بإذن الله.
ويكفينا في هذا السياق أن نستذكرَ ما جاءتنا به سورةُ الروم في آيتَيها الكريمتَين 6- 7 (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ. يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا).

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s