
ما أوقعَنا فيما نحن عليه من سيءِ حالٍ مع اللهِ تعالى إلا هذا الإصرارُ من جانبِنا على أن نقرأ القرآنَ العظيم دون أن نتدبَّرَ آياتِه الكريمة التدبُّرَ الذي كان ليجعلَنا نقعُ على غيرِ ما وقعنا عليه من مرادِهِ منا! فلو أنَّنا تدبَّرنا القرآنَ العظيم كما أمرَنا اللهُ تعالى، أما كنا لنتبيَّنَ أنَّ مرادَه منا هو أن نعِيَ أنَّ اللهَ تعالى ما خلقَنا لهذه الحياةِ الدنيا حتى تكونَ هي جُلَّ همِّنا ومبلغَ علمِنا! ولو أننا قدَرنا القرآنَ العظيم حقَّ قدرِه لكان بمقدورِنا أن نتبيَّنَ أنَّ اللهَ تعالى قد أنزلَ هذا القرآنَ رحمةً منه بنا، وذلك حتى لا ننشغلَ عن الآخرةِ بما من شأنِهِ أن يجعلَ نارَها مصيرنا!
إنَّ تدبُّرَ القرآنِ العظيم كفيلٌ بجعلِ المتدبِّرِ يتبيَّنُ ما هو عليه من خطرٍ محدقٍ عظيم إذا ما هو أصرَّ على أن يواصلَ انشغالَه بدُنياه عن الاستعدادِ لأُخراه. فالقرآنُ العظيم رسالةُ إنذارٍ وتحذير من نارِ جهنم وبئس المصير. ومَن فاته أن يتبيَّنَ ذلك فهو لا ريبَ هالك.