لغةُ أهلِ الحقيقةِ ولغةُ أهلِ الواقع!

لكلِّ صنعةٍ أهلُها، ولكلِّ أهلِ صنعةٍ لغتُهم وعباراتُهم ومصطلحاتُهم. ويستوي في ذلك “أهلُ الحقيقة” و”أهلُ الواقع”، وذلك على قدرِ تعلُّقِ الأمرِ بما تتمايزُ به لغةُ كلٍّ منهما. فإن نحن اطَّلعنا على لغةِ أهلِ الحقيقة، ولم نكن منهم، تعذَّرَ علينا أن نفقَهَ ما يقولون. وإن أرادَ أحدٌ من أهلِ الحقيقةِ أن يخاطبَ أهلَ الواقع بلغة أهل الحقيقة، فإنه يكونُ كمن يُصِرُّ على أن يخاطبَ أهلَ الصينِ بلغتِه العربية، وذلك على الرغم من تبيُّنِه أنَّ القومَ لا يفقهونَ ما يقول!
ومن هنا فلقد تعيَّنَ على أهلِ الحقيقةِ وجوبُ أن يخاطبَ واحدُهم أهلَ الواقع بلغتِهم، لا بلغتِه، حتى يكونَ له أن يُبِينَ لهم ما يُريد قولَه. فلقد وقرَ لدى أهلِ الحقيقةِ أنَّ بالإمكانِ أن يخاطبَ واحدُهم أهلَ الواقع بلغةِ أهلِ الواقعِ، وذلك طالما كانت الحقيقةُ حقيقةً. وكلُّ مَن يزعمُ أن ليس بمقدورِه أن يُفصِحَ لأهل الواقع عن مكنوناتِ ما بين يدَيه من “الحقيقة”، فعليه أن يُقِرَّ بأنَّ هذا الذي بين يدَيه هو ليس من الحقيقة في شيء! فالقرآنُ العظيم، على سبيل المثال، قد “يسَّرَه اللهُ للذكرِ” فلا يحتاجُ المرءُ والحالُ هذه إلى غيرِ هذا القرآن يستعينُ به على فقهِ ما جاءته به من عندِ اللهِ آياتُه الكريمة!

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s