
وردت كلمة “المحسنات” مرةً واحدةً في القرآنِ العظيم، وذلك في سورة الأحزاب وفي الآية الكريمة 29 منها (وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا). ويتبيَّنُ لنا بتدبُّرِ هذه الآية الكريمة أنَّ اللهَ تعالى قد بيَّنَ السبيلَ الذي إن انتهجته الواحدةُ من النساء كانت من المحسنات. ولقد فصَّلت هذه الآية الكريمة هذا السبيلَ وبيَّنت شرائطَه جليةً واضحة. فالأمرُ لا يقتضي من النساء غيرَ أن يُرِدنَ اللهَ ورسولَه صلى الله تعالى عليه وسلم والدارَ الآخرة. وهذا الذي يقتضيه الأمرُ حتى تكونَ الواحدةُ من المحسنات ليس بالسهلِ ولا بالهيِّنِ، وذلك طالما كان يتطلَّبُ منها أن تُدرِكَ أنَّ إرادةَ اللهِ ورسولِهِ صلى الله تعالى عليه وسلم والدارِ الآخرة هي من عزمِ الأمور، مادامت هذه الإرادةُ تتصادمُ بالضرورة مع ما جُبِلَت عليه النفسُ البشريةُ من إيثارٍ للدنيا ولزينتِها وزُخرُفِها.