هل كان يوسفُ وأخوهُ أحبَّ إلى أبيهما يعقوبَ من أخوتهما حقاً؟

ما الذي جعلَ إخوةَ يوسفَ يظنُّونَ أنَّ أباهم كان يُحبُّ يوسفَ وأخاهُ أكثرَ منهم؟ (لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ. إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) (7- 8 يوسف). وهل كان سيدُنا يعقوب حقاً يحبُّ يوسفَ وأخاه أكثر من أخوتِهما؟
يتكفَّلُ بالإجابةِ على هذين السؤالين أن نستذكرَ الحقيقةَ التي مفادُها أنَّ سيدَنا يعقوب كان يعلمُ من اللهِ ما لم يكن يعلمه بَنوهُ (وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (من 86 يوسف)، (قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (من 96 يوسف). فبنوهُ هؤلاء قد أساءوا الظنَّ بأبيهم إذ ظنوا أنه، وبهذا الحنانِ الذي كان يُغدِقُه على يوسفَ وأخيه إنما يؤثرهما عليهم، وفاتهم بذلك أن يُدركوا أنَّ ما جعله كذلك هو ما كان “يستشعره” من قربِ مفارقتهِما له. وهذا هو عينُ ما حدث إذ ما لبثت الأحداثُ حتى كان ما كان وفارقَ يوسفُ الصغيرُ أباهُ، ثم لم يلبث أخوه إلا قليلاً حتى فارق أباه هو الآخر.

أضف تعليق