
توجَّهَ اللهُ تعالى إلى نساءِ النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بجملةٍ من الأوامر حفظتها لنا سورةُ الأحزاب. ومن بينِ هذه الأوامرِ ما نقرأهُ في الآية الكريمة 34 من هذه السورةِ الجليلة (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ). ويحقُّ لنا أن نتساءلَ ونحن نتدبَّرُ هذه الآيةَ الكريمة عن هذه “الحكمة” التي كانت تُتلى في بيوتِ أزواجِ رسولِ الله صلى اللهُ تعالى عليه وسلم.
بدايةً لابد لنا من أن نستذكرَ ما وردَ في قرآنِ اللهِ العظيم من آياتٍ كريمة ذاتِ صلةٍ بهذه الحكمة: (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (129 البقرة)، (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) (151 البقرة)، (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) (164 آل عمران)، (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) (2 الجمعة).
فالحكمةُ التي كانت تُتلى في بيوتِ نساءِ رسولِ الله صلى الله تعالى عليه وسلم هي هذه الحكمة التي كانت من عظيم فضل الله تعالى على المؤمنين إذ بعثَ فيهم رسولاً منهم يعلِّمُهم إياها. وهذه الحكمةُ هي تبيانُ معنى آياتِ القرآنِ العظيم على لسانِ رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم.