
أدَّبَ اللهُ تعالى رسولَه الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم فأحسنَ تأديبَه. وهذه حقيقةٌ ما كانت لتخطُرَ لنا على بال لولا أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله تعالى عليه وسلم قال بهذا الشأن: “أدَّبني ربِّي فأحسنَ تأديبي”. فكيف أدَّبَ اللهُ تعالى رسولَه الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم؟
يتكفَّلُ بالإجابةِ على هذا السؤال ما جاءَ في القرآنِ العظيم من آياتٍ كريمة يتبيَّنُ لنا بتدبُّرِها أنَّ هذا القرآنَ هو المنهاجُ التأديبي الذي أخضعَ له اللهُ تعالى رسولَه الكريم فانتهى به الأمرُ من بعدُ إلى أن أصبحَ صلى الله تعالى عليه وسلم أسوةً حسنةً لكلِّ مَن كان يرجو اللهَ واليومَ الآخرَ وذكرَ اللهَ كثيراً (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) (21 الأحزاب). ويكفينا في هذا المنشور أن نتدبَّرَ بعضاً من هذه الآياتِ الكريمة:
(وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيل) (23 السجدة)، (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) (60 آل عمران)، (وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا) (من 105 النساء)، (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ) (205 الأعراف)، (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ) (48 القلم)، (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) (127 النحل)، (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ. وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) (98- 99 الحجر)، (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ. بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) (65 -66 الزمر)، (وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا) (من 39 الإسراء)، (فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ. وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (من 86- 88 القصص).