
نهى اللهُ تعالى أبوَينا آدمَ وزوجَه عن أن يأكُلا من شجرةٍ بِعَينِها في الجنةِ التي كان قد أسكنهما إياها (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) (19 الأعراف). فلماذا يُصِرُّ البعضُ إذاً على أنَّ تلك الجنةَ كانت على هذه الأرض ولم تكن على أرضٍ أخرى في “السمواتِ العُلا”؟!
أفيُعقَلُ أن تلك الجنة كانت على هذه الأرض، واللهُ تعالى لم يُحرِّم علينا في قرآنِهِ العظيم أن نأكلَ من أيِّ شجرةٍ ذاتِ ثمار على أرضِنا هذه؟! فما كان حراماً على أبوَينا من قبلُ هو حرامٌ أيضاً على ذُريِّتِهما من بعدُ.
إنَّ تدبُّر ما تقدَّم كفيلٌ بدحضِ وتفنيدِ ما ذهب إليه مَن يقولُ بـ “أرضيةِ” جنةِ آدم وزوجِه التي يكفلُ تدبُّرُ ما جاءنا القرآنُ العظيم بشأنِها أن نستيقِن من أنَّها لا يمكنُ على الإطلاق أن تكونَ على هذه الأرض. وهذا ما سوف أتطرَّقُ إليه إن شاء الله في منشورَين لاحقين.