
أقام اللهُ تعالى الحجةَ على المشركين من معاصري رسوله الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم، وذلك بأن توجَّهَ إليهم بسؤالَين اثنين أوردَتهما سورةُ الطور في الآية الكريمة 35 منها “أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ”. فالقومُ كانوا يعلمون أنَّ اللهَ هو مَن خلقَهم، وأنَّه تعالى قد خلقَهم مما يعلمون (كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ) (39 المعارج).
فكيف يستقيمُ إذاً ألا يؤمنوا به إلهاً واحداً لا إلهَ إلا هو؟! فهل “خُلِقوا من غيرِ شيء”، وهم الذين قد خلقَهم الله “مما يعلمون”؟! أم أنهم هم مَن خلقَ السمواتِ والأرض وما بينهما خَلقاً لدُنياً لا حاجة لهم معه إلى أن يخلقوا شيئاً من شيء؟ (أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ) (36 الطور).
وبذلكَ فإنَّ القرآنَ العظيم قد أقامَ الحجةَ على المشركين من معاصِري رسولِ اللهِ صلى الله تعالى عليه وسلم بهذين السؤالين اللذَين لا قدرةَ لهم على الإجابةِ عليهما إلا بما يُقيمُ الحجةَ عليهم!