ذُكِرَ “أهلُ الذكرِ” في القرآنِ العظيم في موطنَين إثنين أحدهما ما جاءتنا به سورةُ الأنبياء في الآية الكريمة 7 منها (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
و”أهلُ الذكر” هؤلاء هم “الذين أوتوا العلم”، والذين ورد ذكرُهُم في آياتٍ كريمةٍ عديدة، منها: (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (6 سبأ)، (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْم) (من 49 العنكبوت)، (قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا. وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا. وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) (107- 109 الإسراء)، (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ) (من 54 الحج).
و”أهلُ الذكر” بعدُ هم علماء أهلِ الكتابِ الذين أيقنوا أنَّ القرآنَ العظيم لا يمكنُ أن يكونَ من عندِ غيرِ الله وذلك لما تبيَّنوه فيه من حقائقَ تتطابقُ مع الحقائق التي وردت في الكتاب الذي بين أيديهِم (لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ) (113 آل عمران)، (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا) (من 199 آل عمران).
و”أهلُ الذكر” أيضاً هم مَن أمرَ اللهُ تعالى رسولَه الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم بأن يسألَهم بشأنِ ما أنزلَهُ اللهُ تعالى عليه حتى يتبيَّنَ له أنَّه الحقُّ من ربِّه: (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) (94 يونس).
فيكفي أهلَ الذكرِ أنَّهم هم من قالَ فيهم القرآنُ العظيم إن الله قد قرنَ شهادتَه بأن هذا القرآنَ لا يمكنُ أن يكون من عندِ غيره بشهادتهم (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) (43 الرعد).
