ما الذي أضافَه نفخُ اللهِ تعالى في آدم من روحه إذا كان اللهُ قد خلقَه وسوَّاه قبلها؟ (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ. فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) (28- 29 الحجر)، (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ. فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) (71- 72 ص).
فسيدُنا آدم كان قد خلقَهُ اللهُ تعالى وسوَّاه ثم تعيَّن عليه أن ينفخَ اللهُ تعالى فيه من روحه حتى يكتملَ تخلُّقُه إنساناً في أحسن تقويم (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (4 التين). إذاً فنفخُ اللهِ تعالى في آدم من روحِه لم يكن المقصدَ منه أن تدبَّ في عروقه الحياة، وذلك كما يظنُّ الكثيرُ منا! ولكن اللهَ تعالى أرادَ من وراءِ هذه “النفخةِ الإلهية” أن يُصيِّرَ آدمَ إنساناً في أحسنِ تقويم، وذلك بأن يقولَ له “كن” فيكون. فاللهُ تعالى كان قد خلقَ آدمَ وسوَّاهُ بشراً حتى إذا نفخَ فيه من روحِه صارَ إنساناً في أحسنِ تقويم، وذلك بقوله له “كن”. أي أنَّ اللهَ تعالى نفخَ في آدمَ، المخلوقُ بشراً، فقال له “كن إنساناً في أحسنِ تقويم”، فكان آدمُ هذا الإنسان. وبعد أن صارَ آدمُ إنساناً في أحسنِ تقويم سجدت الملائكةُ له.
