ما الذي يقصدُ إليه المقطع القرآني الجليل “كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ” الوارد في الآية الكريمة 101 من سورة البقرة “وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ”؟
يُعينُ على الإجابةِ على هذا السؤال أن نستذكرَ ما أكَّده القرآنُ العظيم في مواطنَ منه كثيرة من أنَّ أهلَ الكتاب، من معاصري رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، كانوا يعرفون هذا القرآنَ كما يعرفون أبناءهم (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (146 البقرة).
فبتدبُّرِ هذه الآية الكريمة يكونُ بمقدورِنا أن نتبيَّنَ المعنى الذي تنطوي عليه العبارةُ القرآنيةُ الجليلة “كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ”، والذي بالإمكانِ إيجازُه بالكلمات التالية: “نبذَ فريقٌ من الذين أوتوا الكتاب قرآنَ اللهِ العظيم وراء ظهورِهم كأنهم لا يعلمون أنَّ هذا القرآنَ هو حقاً من عند الله، وهم الذين كانوا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم”.
