كان من عظيمِ فضلِ الله على سيدِنا سليمان أنَّ اللهَ أيَّده بصنوفٍ من الخلائقِ شتى. ولقد كان الجنُّ من بينِ صنوفِ الخلائقِ هؤلاء (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) (17 النمل). ولقد كان من بين الجنِّ الذين أيَّدَ اللهُ تعالى بهم سيدَنا سليمان “جنٌّ مُتجسِّدون” بالإمكانِ النظرُ إليهم ورؤيتُهم. ولقد كان بمقدورِ هؤلاء الجنِّ المتجسدين أن يتجسدوا بإذن الله في أيِّ صورةٍ شاؤوا، بشريةً كانت أو حيوانية أو غيرَ ذلك. ولقد حفظت لنا سورةُ سبأ نبأَ واحدٍ من تلك التجسُّداتِ في الآية الكريمة 34 منها (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ). فلقد فوجئَ سيدُنا سليمان ما أن دخلَ “قاعةَ الكرسي” أن هناك شبيهاً له قد سبقه إلى الجلوس على كرسيه!
ولقد كان من بين الجن المتجسدين أيضاً العفريتُ الذي أشارَ على سيدِنا سليمان أن بإمكانه أن يأتيَه بعرشِ ملكةِ سبأ قبل أن يقومَ من مقامه (قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ) (39 النمل).
ومن بين هؤلاء الجنِّ المتجسدين أيضاً كان الهدهد الذي حفظت لنا سورةُ النمل بعضاً من قصَصِه مع سيدِنا سليمان. فـ “هدهد سليمان” هذا لم يكن هدهداً في حقيقةِ الأمر! وهذا ما سوف أتطرَّقُ إليه إن شاء الله بشيءٍ من التفصيلِ في منشورٍ لاحق.
