لا يملكُ مَن يتدبَّرُ القرآنَ العظيم إلا أن يخرجَ بنتيجةٍ مفادُها أنَّ هنالك من عبادِ اللهِ مَن اختصَّهم اللهُ برحمةٍ منه كفلت لهم أن يكونَ دعاؤهم مستجاباً. فيكفينا أن نستذكرَ ما حفظَه لنا القرآنُ العظيم من أدعيةِ أنبياءِ اللهِ تعالى حتى يتبيَّنَ لنا أنَّ استجابةَ اللهِ تعالى لهم لا يمكنُ التعليلُ لها بالقولِ إنَّها كانت مكفولةً بكفالةِ التأييدِ الإلهي لمن كلَّفَهُ اللهُ تعالى بأن يكونَ من أنبيائِه المُرسَلين؛ هذا التأييدُ الذي تجلَّى معجزاتٍ من مثلِ استحالةِ العصا أفعى، وشقِّ البحر، والناقةِ التي خلقَها اللهُ خلقاً لحَظياً من صخرِ وادي قومِ سيدِنا صالح عليه السلام.
وإن نحن تساءلنا عنِ العلةِ التي جعلت أنبياءَ اللهِ المُرسَلين مستجابي الدعاء، فإنَّ الآيةَ الكريمة 90 من سورة الأنبياء تتكفَّلُ بالإجابة على تساؤلِنا هذا: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) (من 90 الأنبياء).
