تحدثتُ في منشورٍ سابق عن أنَّ للقرآنِ العظيم أن يقولَ ما يشاء كيفما يشاء. فالأمرُ ليس لعقولِنا حتى تفرضَ على لسانِ القرآنِ أن يجيءَ موافقاً لما تقضي به! فاللهُ أعلمُ بدينِنا منا وهو أعلمُ بقرآنِهِ منا! وإذا كان اللهُ تعالى قد آثرَ أن يأتي بهذه الكلمةِ القرآنيةِ أو تلك، فإن هذا لا يعني بالضرورة أنَّ هناك ما قد اقتضى ذلك كما يحلو لنا أن نظنَّ ونتوهَّم!
وفي هذا المنشور سوف أتطرقُ إلى كلمتَين قرآنيتَين جليلتين هما: “الخُلد” و”الخلود”. فاللهُ تعالى قد ذكرَ كلمةَ “الخُلد” في مواطنَ قرآنيةٍ ست، بينما لم يذكر كلمة “الخلود” غير مرةٍ واحدة. ونُخطئُ إذ نظنُّ أنَّ هناك أسباباً تقفُ من وراءِ هذا الإيثارِ لكلمة “الخُلد” على كلمة “الخلود”؛ فالأمرُ للهِ من قبلُ ومن بعد، والأمرُ كلُّه لله وليس لنا من الأمرِ شيء.

سلام القرآن
إعجابإعجاب