خلقَ اللهُ تعالى في كونِنا هذا سبعَ سمواتٍ، ومن الأرضِ مثلهُن، واختصَّهُن بأن جعلَ فيهن حياةً بايولوجية، نباتيةً وحيوانية، متطابقاتٍ فلا تفاوتَ بينهن في الخلقِ. وهذه السمواتُ السبع تتفاوتُ فيما بينها قرباً وبعداً من عرشِ اللهِ تعالى. فالسماء السابعة هي أقربُ هذه السموات إلى عرش الله. والسماءُ السابعة هي سماءُ الأرض السابعة التي أشار إليها القرآنُ العظيم بأنها “جنةُ المأوى” التي فيها “سدرةُ المنتهى”. وجنةُ المأوى هذه هي الجنةُ التي أسكنَها اللهُ آدمَ وزوجَه ثم كان عليهما أن يهبطا منها فيعودا إلى الأرضِ التي خلقهما اللهُ منها.
ولقد حفلت رحلةُ الإسراءِ والمعراج بالعديدِ من “آياتِ اللهِ الكبرى” التي أراها اللهُ رسولَه الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم. ولقد كانت “سدرةُ المنتهى” من بينِ هذه الآيات. فلقد أرادَ اللهُ تعالى أن يُرِيَ رسولَه الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم الشجرةَ التي ابتدأت بها رحلةُ الإنسان من جنةِ المأوى إلى الأرضِ التي تحتَّم عليه، بعد أن أكل من تلك الشجرة، أن يحيا فيها ويموت وأن يُبعَثَ منها يوم القيامة.
