كانت الأرضُ مخلوقةً قبل أن يخلقَ اللهُ تعالى السمواتِ السبع بمليارات السنين. ولقد ظلت الأرضُ تفتقرُ إلى الحياةِ البايولوجية طيلة هذه المدة من الزمان. فالأرضُ كانت عبارةً عن كوكبٍ لا مظهرَ فيه على الإطلاق من مظاهر هذه الحياة، لكن هذا كله تغيَّرَ عندما شرعَ اللهُ تعالى ببث الحياة البايولوجية في ربوعِ وأصقاعِ الأرض من أقصاها لأقصاها، وذلك قبل أن يشرعَ بخلقِ السمواتِ السبع (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (29 البقرة)، (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ. ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ. فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ) (9- من 12 فصلت).
فالحياةُ البايولوجية خُلِقت على كوكبِ الأرض قبل أن تُخلَق السمواتُ السبع، ولذلك فإنَّه لن يكون بمقدورِنا أن نُحيطَ بحقيقةِ السمواتِ السبع إلا من بعدِ أن نأخذ بنظر الاعتبار هذا التسلسل الزمني الذي يكونُ خَلقُ الحياةِ البايولوجية على الأرضِ بمقتضاه سابقاً لخلق السموات السبع.
