يظنُّ كثيرٌ منا أن توراةَ سيدنا موسى عليه السلام هي الألواح التي جاءتنا سورةُ الأعراف بنبئها (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ) (من 145 الأعراف). وهذا ظنٌّ يدحضُهُ ويفنِّده ما جاءتنا به سورتا النجم والأعلى (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى) (36 النجم)، (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى. صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) (18- 19 الأعلى). فصحفُ موسى عليه السلام هي التوراةُ التي ذكرها القرآنُ العظيم في آياتٍ كثيرة منها: (أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ) (من 44 المائدة)، (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (53 البقرة)، (ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُون) (154 الأنعام)، (وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ) (من 2 الإسراء).
والتوراةُ، التي هي صحفُ موسى، قد ذُكِرت في سورتَي الأحقاف وهود على أنها “كتاب موسى”: (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً) (من 17 هود)، (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً) (من 12 الأحقاف).
إذاً فلقد اختصَّ اللهُ تعالى سيدَنا موسى عليه السلام بالألواح التي كتبتها يدُ قدرتِهِ عز وجل، وبالتوراة كتاباً إلهياً مُنزَّلاً، وبكلامه تعالى (قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِين) (144 الأعراف).
