يُخبرنا القرآنُ العظيم بأنَّ للهِ تعالى أقداراً نافذةً فلا قدرةَ لأحدٍ على أن يتدخَّل فيحولَ دون نفاذها. وقدَرُ اللهِ تعالى إذا ما هو تسلَّطَ غيَّرَ من الدنيا بقدَرٍ مقدور وبأجَلٍ مأجول. وأجَلُ قدَرِ اللهِ تعالى مأجولٌ بتسلُّطِ قدَرٍ إلهي آخر إن هو جاءَ كان مجيؤه إيذاناً بزوالِ هذا القدر. فقدَرُ اللهِ تعالى لا يُرفَعُ إلا بقدَر. وهذا ما بإمكانِنا أن نتبيَّنه بتدبُّرنا الآية الكريمة (قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا) (98 الكهف). فرحمةُ اللهِ تعالى في هذه الآية الكريمة هي قدَرٌ إلهي لن يُرفعَ إلا بمجيءِ وعدِ الله، والذي هو قدَرٌ آخر سيتسلَّطُ على قدرِ رحمةِ الله فيحلُّ محله.
