قد يُسارِعُ البعض، ممن يتهيَّبون رؤيةَ الحقيقة وهي تفعلُ فعلَها في العقلِ والقلب، فيقطعونَ بما ليس لهم به علمٌ قائلين بأن ليس لأحدٍ أن يقولَ في اللهِ تعالى ما لا يرضون طالما كان الواحدُ منهم قد نصَّب نفسَه حارساً للدينِ الذي تعهَّد اللهُ تعالى بأن يتكفلَ بحفظِه والذَّودِ عنه!
فإن أنت قلتَ بأنَّ للهِ تعالى نفساً، انبرى لك هؤلاء “الكُهَّان” مستهجنين قولَك هذا بذريعةِ أنَّه لا يمكن للهِ تعالى أن تكونَ له نفسٌ كما لغيرِه نفس! فكيف يُعقل أن يكونَ اللهُ تعالى خالقُ الأنفسِ ذا نفسٍ هو الآخر؟! وبذلك يبرهنُ هؤلاء المتنطِّعون المتطرِّفون على جهالتِهم بقرآنِ اللهِ تعالى الذي لو أنهم تعلَّموه لما فاتهم ما جاء فيه بهذا الشأن! فلقد وردَ في سورة المائدة نصُّ المحادثةِ التي ستجري يوم القيامة بين اللهِ تعالى وعبدِه المسيحِ عيسى ابن مريم عليه السلام: (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) (116 المائدة).
