تحدثتُ في منشوراتٍ سابقة عن لغةِ القرآن الكريم التي نُخطئ إذ نظن ونتوهم أن بإمكاننا أن نُماهيَ بينها وبين لغتنا العربية الدارجة.
لنتدبر الآية الكريمة (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين) (31 البقرة). فإن نحن تمسَّكنا بقراءةِ هذه الآية الكريمة وفقاً لما تقضي به لغتُنا العربية الدارجة، فلن نُمكَّن بالتالي من الإحاطة بمعنى نصِّها المقدس، وذلك لأنها تتحدث عن آدم وزوجه بصيغة الجمع لا بصيغة المثنى كما تقضي بذلك قواعدُ لغتِنا العربية الدارجة! أما إذا ما نحن تدبَّرنا هذه الآية الكريمة آخذين بنظر الاعتبار أن ما تتحدث عنه هو آدم وزوجه فعندها سيتبين لنا ما انطوت عليه من معنى سيغيبُ عنا حتماً إن نحن أصررنا على البحث عن المقصود بكلمتي “عرَضَهم” و”هؤلاء” فيها!
