خلقَ اللهُ تعالى الإنسان لعبادته (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (56 الذاريات). وبذلك يتبيَّنُ لنا أنَّ عِلةَ تحريمِ اللهِ تعالى للخمر ذاتُ صلةٍ بهذا الذي خُلِقَ الإنسانُ لأجله. فالخمرُ تُذهِبُ بالعقل وتجعلُ شاربَها أبعدَ ما يكون عما يُمكِّنُه من القيامِ بما تقتضيه العبوديةُ لله تعالى من فرائض وعبادات منها ذكرُ اللهِ تعالى.
ولذلك جاءتنا سورةُ المائدة بما يُفصِّلُ ويُبيِّنُ العلةَ من وراءِ تحريمِ اللهِ تعالى للخمر (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ).
