وصفَ اللهُ تعالى ذاتَه الجليلة في قرآنِهِ العظيم بأنه “فاطِرُ السمواتِ والأرض”، وذلك في مواطن ست منها: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) (من 1 فاطر).
ونحن إن أردنا أن نتبيَّنَ معنى العبارةِ الجليلة “فاطرِ السموات والأرض”، فليس أمامَنا من سبيلٍ إلى ذلك غيرُ أن نستذكرَ ما جاءتنا به الآيةُ الكريمة 30 من سورة الأنبياء (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا). ففاطرُ السمواتِ والأرضِ هو اللهُ تعالى الذي فتقهما، و”فاطرُ السموات والأرض” هو فاتِقُهُما. والفَطرُ إذاً هو الَفتق، وهو الفصل بين مُتَّحِدَين.
