شاءتِ الأقدارُ أن تُخَطَّ على رايةِ العراق عبارةٌ توجِزُ الإسلامَ بحذافيرِهِ ديناً وشِرعةً ومنهاجاً. وهذه العبارةُ الجليلة تُلخِّصُ العقيدةَ التي يتوجَّبُ على كلِّ مسلمٍ أن يحيا بمقتضاها ما استطاعَ إلى ذلك سبيلا.
ولقد تعهَّدَ اللهُ تعالى بأن يُحيِيَ مَن التزمَ هذه العبارةَ المقدسةَ وانتهجَ سبيلَها القويم حياةً طيبةً في الدنيا والآخرة. فهذه العبارةُ الجليلةُ تُعينُ العبدَ المتحقِقَ بها فلا يعودُ بعدها بمقدورِ معضلةٍ أن يستعصيَ عليه أمرُها. فما من مسألةٍ إلا وكان مفتاحُ حلِّها هو “الله أكبر”. وما من عقبةٍ كأداء إلا وكان زوالُها بـ “اللهُ أكبر”. وما من قدَرٍ شُقَّ على المرءِ تحمُّلُه إلا وكان السبيلُ إلى تغييره “اللهُ أكبر”. وما من عدوٍ مُتغطرسٍ مُتجبِّر إلا وأعانك على قهره ذكرُك “الله أكبر”.
إلا أن ما ينبغي ألا يغيبَ عن بالِنا هنا هو أنَّ هذه العبارةَ الجليلةَ لن نُمكَّنَ منها لتفعلَ فعلَها الإلهيَّ فتُصيِّرَ الوجودَ غيرَ الوجود إلا إن نطقَت بها ألسنتُنا بقلوبٍ موقنةٍ بأنها الحقُّ الذي لا مِراءَ فيه، وبعقولٍ لا يُداخلِها شكٌّ في أنها ليست مجردَ عبارةٍ جوفاء خاليةٍ من المعنى.
