تعرجُ الملائكةُ إلى اللهِ تعالى دون حاجةٍ إلى أيةِ واسطةٍ أو تقنيةٍ، وذلك لأنها كائناتٌ غيرُ بايولوجية فلا تحتاجُ والحالُ هذه إلى ما بمقدورِ هذه الواسطة أن توفِّرَه لها من ظروفٍ وبيئةٍ لا قدرةَ لأيِّ مخلوقٍ بايولوجي على أن يبقى على قيدِ الحياةِ خارجَها. إلا أن الأمرَ يختلفُ تمامَ الاختلاف مع المخلوقاتِ البايولوجية التي لا قدرةَ لها على أن تسبرَ أجوازَ الفضاءِ الخارجي دون وساطةٍ من آليةٍ أو تقنيةٍ تؤمِّنُ لها ظروفاً مشابهةً لتلك التي تعيشُ فيها عادةً. ولذلك فإنَّ معراجَ سيدِنا آدم وزوجِهِ إلى جنةِ المأوى اقتضى وجوبَ أن يُعرجَ بهما على متنِ سفينةِ فضاءٍ تكفَّلَت بتأمينِ “جو اصطناعي” مشابهٍ لجو الأرض.
وينسحبُ هذا الأمرُ على معراجِ سيدِنا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم الذي عُرِجَ به بوساطةٍ من سفينةٍ فضائيةٍ إسمها “البُراق” إلى جنة المأوى.
