مما يقتضي وجوبَ الارتقاء بما بين أيدينا من علمٍ سايكولوجي إلى ما يُمكِّنه من أن يستكملَ تصوُّرَه عن النفس البشرية أنَّ هذا العلم لم يقدِر الإنسانَ حقَّ قدرِهِ إذ فاتَه أن هذا الإنسان قادرٌ على أن يُلحِقَ الضررَ والأذى بنفسِهِ وبالآخرين، وذلك بطرُقٍ باراسايكولوجية!
فللحقدِ البشري، كما للغيرة والحسد، أن يتسبَّب في الإضرار بالآخرين دون أن تصدرَ عن الحاقد، أو الحاسد، أيةُ كلمةٍ أو أيُّ فعل، وذلك عن طريق “طاقةٍ” مجهولة! ولذلك فإنَّنا مطالبون بأن نسعى جاهدين إلى صياغةِ “علم نفس جديد” لا يخجلُ من الاعتراف بأن الشرَّ البشري لن يعدمَ “وسيلةً باراسايكولوجية” للتعبير عن نفسه، وذلك بإلحاق الأذى بمن يُشكِّلُ مصدرَ تهديدٍ للذات حقيقياً كان أم متخيلاً.