صدر هذا الكتاب عام 1995، وكان الكتاب الأول من سلسلة كتبي التي أردتُ أن أُعرِّف بها بمشروعي المعرفي الذي كان قد شرعتُ في صياغته منذ ما يقرب من أربعين عاماً. ولقد آثرتُ أن يكون هذا التعريف مستهلاً بهذا الكتاب الذي يمثل خلاصة جهدٍ معرفي رصين قدَّم لأول مرة مقاربةً رائدةً لظواهر خارقة للعادة لم يسبق وأن امتدت إليها يد البحث التجريبي-الاختباري. ولقد حرصتُ في هذا الكتاب على التعريج على ما قامت على أساسٍ منه الباراسايكولوجيا الغربية من بحوثٍ وتجارب، وذلك ليكون بوسع القارئ أن ينظر فيرى كم ابتعدت هذه الباراسايكولوجيا عن التقيُّد بضوابط المنهج العلمي إذ لم تنكب إلا على دراسة نزرٍ يسير من الظواهر الخارقة للعادة، مُقصيةً ومستبعدةً ظواهر خارقة أخرى كثيرة لا لشيء إلا لأن ليس بمقدورها أن تتعامل معها معرفياً وفق المنظومة النظرية التي فرضتها على القليل من الظواهر الخارقة التي كان بوسعها أن تبحث فيها.